تواجه قابلية الوصول إلى الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة في دول مثل الكويت وقطر، تحديات متعددة. تشمل هذه التحديات البنية التحتية المحدودة، والتكاليف العالية، ومعدلات القراءة الرقمية المنخفضة، مما يعيق الوصول الواسع للأفراد إلى الخدمات الرقمية في هذه الدول. على النقيض من ذلك، تقوم المملكة العربية السعودية بتنفيذ مبادرات نشطة في مجال الشمول الرقمي بهدف تقليص الفجوة في الوصول وتعزيز مهارات السكان الرقمية الأساسية.
لا يمكن تجاهل التأثير الذي تمتلكه قابلية الوصول إلى الإنترنت على التحسين الاقتصادي. فإن الوصول إلى الخدمات الرقمية يمكن أن يساعد الشركات على الوصول إلى أسواق أوسع، ويعزز قنوات الاتصال، ويسهل فرص العمل عن بعد التي تكون مهمة بشكل خاص في فترات الأزمات المستمرة مثل جائحة كوفيد-19.
لقد لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دورًا بارزًا في تعزيز إمكانية الوصول إلى الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. من خلال تنفيذ تطبيقات شاملة واعتماد التقنيات الابتكارية، أصبحت الإمارات نموذجًا يحتذى به لزيادة إمكانية الوصول إلى الإنترنت لدى البلدان الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تعكس الأمثلة النموذجية للتطبيقات الشاملة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إصرار المنطقة على توفير إمكانية الوصول لجميع الأفراد، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة.
لبنان أيضًا يسعى لزيادة إمكانية الوصول إلى الإنترنت من خلال استثمار في البنية التحتية الرقمية وتعزيز القدرات الرقمية بين سكانه. تلك الجهود ضرورية لضمان مشاركة الأفراد بشكل كامل في الاقتصاد الرقمي وتحسين جودة الحياة بشكل عام.
تستمر الخطط لإنشاء مركز إقليمي يلعب دورًا مركزيًا في تعزيز الشمولية الرقمية وزيادة إمكانية الوصول إلى الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. قدمت دول مثل السعودية وقطر خطوات مهمة نحو تعزيز الشمولية الرقمية من خلال تنفيذ سياسات وبرامج تهدف إلى جعل الخدمات الرقمية متاحة لجميع الأفراد.
جهود التعاون بين الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست مقتصرة على زيادة إمكانية الوصول إلى الإنترنت فقط، بل تركز أيضًا على التحسين المستمر للمهارات الرقمية ونقل المعرفة بين السكان، وهذا هو ما يُعرف بمرحلة الوصولية 2.0. بالتعاون معًا ومن خلال مشاركة أفضل الممارسات، يمكن لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلق بيئة رقمية أكثر شمولية وإمكانية الوصول للجميع..
دليل إمكانية الوصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يركز على تحسين إمكانية الوصول إلى الإنترنت وتطوير المهارات الرقمية في المنطقة. يتضمن الدليل قائمة شاملة لفحص إمكانية الوصول إلى الويب، وبرامج تدريبية في إمكانية الوصول إلى الويب، وأدوات إمكانية الوصول إلى الويب للأشخاص ذوي الإعاقة.
من خلال زيادة إمكانية الوصول إلى الإنترنت وتعزيز القدرات الرقمية، يمكن للمنطقة أن تؤثر في سوق العمل وتوجه التحول الرقمي.بالإضافة إلى ذلك، يبرز الدليل مبادئ إمكانية الوصول في تطوير الويب وأهميتها، ويعرض معايير إمكانية الوصول إلى الويب الخاصة بالمعيار 508 وأمثلة على برامج إمكانية الوصول إلى الويب. كما يسلط الضوء على قوائم فحص اختبار إمكانية الوصول إلى الويب وإمكانية الوصول إلى الألوان على الويب، وذلك لتحقيق إمكانية الوصول إلى صفحات الويب للجميع.يمكن للمنظمات غير الحكومية وخبراء إمكانية الوصول إلى الويب أن يتعاونوا لتنفيذ هذه السياسات وتعزيز الوصول غير المتساوي إلى الإنترنت.
تحسين وصول الويب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعد أمراً حيوياً لنقل العمل والتعليم إلى البيئة الرقمية. تطبيق مبادئ دليل إمكانية الوصول إلى الويب 2.2 يمكن أن يساعد دولًا مثل الإمارات العربية المتحدة والمغرب ولبنان في تحقيق التحول الرقمي. الشركات التكنولوجية والعمال المهاجرون يمكنهم الاستفادة من أمثلة إمكانية الوصول إلى الويب وزيادة وصولهم إلى الإنترنت وتطوير مهاراتهم الرقمية. توجيهات إمكانية الوصول إلى الويب والوصول عن بُعد عبر الويب تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في جعل المنطقة أكثر شمولية وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. البنك الدولي يدعم التغيير في توفر الإنترنت والقدرة على القراءة الرقمية، مؤكدًا أن ذلك سيعزز قدرة الأفراد ويعزز النمو الاقتصادي في الجميع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تركز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المستخدمة على جعل المنصات الرقمية متاحة للجميع، بغض النظر عن مهاراتهم الرقمية. وفقًا لمبادرة ويب الوصول العالمي، تساهم زيادة إمكانية الوصول إلى الإنترنت في دول مثل الإمارات العربية المتحدة، لبنان، عمان، البحرين، السودان وفلسطين في مساعدتها على تحقيق إمكاناتها الكاملة في العصر الرقمي. يلعب دليل إمكانية الوصول للويب الإصدار 2.2 والتفكير التصميمي دورًا حيويًا في ضمان أن تكون الميتاداتا شاملة وسهلة الاستخدام. بحلول عام 2025، سيعتمد نمو القوى العاملة بنسبة 50% على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ينبغي على صنّاع السياسات التركيز على تعزيز استعداد الويب في هذه الدول حيث أن انتشار النطاق العريض في البنية التحتية للمعلومات والاتصالات يجعل الناس أكثر فضولًا تجاه التكنولوجيا.
تقديم التعليم الوجها لوجه وورش العمل يمكن أن يساعد الأفراد في هذه المناطق على تطوير مهاراتهم الرقمية والتكيف مع التغييرات في البيئة الرقمية. يرى ألكسندر فارلي ومانويل لانغندورف أن زيادة إمكانية الوصول ليست مسألة راحة فقط، بل هي ضرورة في العصر الرقمي. تؤكد اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أهمية الشمولية الرقمية لجميع الأفراد.